الجمعة، 2 أكتوبر 2009

عن كريم الشاذلي ! ( الجزء الثاني ) و سنتعلم !

السلام عليكم
مرحبا ً بكم ،

وها نحن نعود بـ هذا الجزء " الجزء الثاني " في رحلتنا مع سيرة الرائع كريم الشاذلي
ذلك الكاتب الجميل ، والشخص الرائع ، والموهبة الفذة ..
بإختصار ، سنبحر معه هذه اللحظة ، ومع كتاب ( أفكار صغيره لحياة كبيرة )
وبعض الكلمات عنه ، ثم نطرح مقاله جديدة للكاتب ( بالإضافة إلى فيديو خاص لها ) !


\


أولا ً : كتاب ( أفكار صغيره لحياة كبيره ) :

" ثمة أشياء صغيرة قادرة على صنع حياة عظيمة ..


دائما ما ينظر المرء منا إلى الأشياء الكبيرة،


ولا ينتبه إلى أن هذه الإنجازات لا تتحقق سوى بصنع الكثير من الأشياء الصغيرة،


وباستمرار ..عبقرية المنهج الإسلامي تظهر جليه في مثل حديث النبي صلى الله عليه وسلم " أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل"


.من هنا نتعلم أن الطفرات التي تحدث في حياة بعض الأشخاص،


ليس هو أصل النجاح والتفرد، وإنما الدأب والعمل على جني الكثير والكثير من الإنجازات اليومية


..ببساطة هذا هو هدف الكتاب ..!أن يلفت نظرك إلى الدقائق التي تمر على حياتك، كي تصنع فيها إنجازك ""

\
ثانيا ً المقال :
بـ عنوان ( ثلاثة أشهر قبل دخول القبر ) :

أقسى تصريح يمكن أن يواجههك به شخص ما، لكن هب أنه قد قيل لك، ترى ماذا أنت فاعل آنذاك !!؟ .
فكر مليا .. ثم عد لي بذهنك مرة أخرى لأحكي لك قصة رجل قيلت له هذه العبارة، فقدم بعدها أجمل وأروع وأبلغ خطاباته، وأثر في الملايين على سطح الأرض .. !.
أما الرجل فهو راندي باوش أستاذ علوم الحاسوب في جامعة كارنيجي ميلون، والذي صنفته محطة (ABC) من أفضل 3 شخصيات للعالم عام 2007 .ووضعته مجلة التايمز من أفضل 100 شخصية مؤثرة حول العالم، هذا الرجل أخبروه وهو في السابعة والأربعون من عمره أن أمامه ثلاثة اشهر فقط قبل أن يموت، لتأخر حالته، وقد كان يعاني من سرطان البنكرياس .
عندها قام راندي بجمع طلبته وأصدقائه ومحبوه، وألقى لهم بمحاضرته الأخيرة وسماها " الوصول الحقيقي لأحلام طفولتك"، أخبرهم فيها بأنه تاركهم وذاهب، لم يذرف دموعا بل كان أربطهم جاشا، وكان كل هدفه أن يحفيزهم لإكمال مشاريعهم وحياتهم بدونه ! .
قال لهم : ما الذي ستخبره للعالم اذا علمنا أن هذه هي محاضرتك الأخيرة ؟ وما الذي ستفعله في هذا العالم لو كانت لديك فرصة أخيرة ؟وما هي وصيتك وميراثك للعالم ؟ .
كان مرحا كما عهدوا عليه، وعندما قال له أحدهم حدثنا عن أهمية الاستمتاع بالحياة قال لهم : أستطيع أن أقول لكم ذلك، ولكن سأكون كالسمكة التي تحاضر عن أهمية الماء !لا أعرف كيف لا أستمتع، أنا أموت وأنا أستمتع وأمزح، وسأبقى كذلك لآخر يوم في حياتي، لأنه لا توجد طريقة أخرى .
ثم تحدث لهم عن حياته وكثرة الاحباطات والمحاولات الفاشلة التي مر بها، وكيف أنه رُفض في أكثر من جامعة دون أن يفقد الأمل، ثم ذكر موقفا أثر فيه كثيرا، وذلك أنه اشتكى إلى والدته صعوبة إحدى المواد في الجامعة ،فقالت له ( في مثل عمرك، كان والدك يقاتل الألمان في الحرب العالمية الثانية). وكانها شحنته بطاقة هائلة وقال لنفسه لأحاول بلا يأس فانا في أسوأ الأحوال لن أتلقى رصاصة طائشة أو أموت من العطش أو التعذيب !.
أخبرهم راندي بأنه لو يأخذ الإنسان عُشر الطاقة التي يصرفها في التذمر ويوجهها نحو حل المشكلة ، فإنه سيتفاجئ بالحلول الكثيرة التي سيراها.
ثم ذكر لهم قصة امرأة وقعت في قروض متزايدة، واصيبت بحالة من القلق والاضطرابات وكي تستطيع التغلب على هذه الضغوط حجزت عند معالج باليوجا، وقال لهم لو أن هذه المرأة صرفت وقتها في عمل إضافي بدلا من اليوغا لدفعت قروضها كاملة. إننا يجب أن نحل المرض (القروض) بدلا من أن ندور حول أعراضه (الضغوط( .
حكى لهم أنه زار ذات يوم وهو صبي ديزني لاند، وبدلا من تركيز فكره وإستمتاعه على الألعاب، كان يفكر، كيف أصنع أشياء كهذه ؟ وبعد تخرجه من جامعة كارنيجي ميلون أرسل شهادته وطلبه لوالت ديزني لكن جاءه الرد بالرفض أيضا. هنا لم يتوقف أيضا، فالحواجز مصنوعة من أجل هدف كبير، هكذا قال لنفسه
كان يرى صعوبات الحياة كتحديات، لم يخلقها الله لعرقلتنا وإيقافنا عن تحقيق أهدافنا، لا.. فهذا قول المتكاسلين، لكنها في الحقيقة اختبار يتخطاه الكفء الجدير بالفوز، ويسقط فيها من لا يمتلك الجدية للتحرك والعمل والإنجاز .
ثم وجه حديثا للآباء والمربين يدعوهم لإكتشاف الإبداعات في أبنائهم، فيقول : دعوا أبنائكم يُخرجوا ما لديهم، لا تكتموا مواهبهم وتكبتوها، دعوهم يرسموا على جدران غرفهم، ويلونوها بما يريدون من الألوان، إن هذه هي الطريقة الطبيعية للأبناء كي يعبروا عن آرائهم واستكشافاتهم، ومنع الأبناء هنا بأي حجة، يأتي بنتائج خطيرة، فقط أنظروا للحياة وامتلاء شوارع الحكومات القمعية بالكتابات على الجدران ؟! .
لقد فعلت هذا وأنا صغير،لم يغضب أبواي مني، بل ينظرون إلى ما أفعله وهم يبتسمون في تشجيع .
ثم أكمل قائلا : دعوني أقص لكم موقفا حدث لي قبل سنوات، حينها كنت في زيارة لأختي بسيارتي الجديدة، وعندما هممت بأخذ جولة أنا وأبنائها الصغار، جاءت إليهم وهي تحذرهم قائلة : حافظوا على سيارة خالكم نظيفة، إنها جديدة، لا يجب أن تقفزوا، أو تفتحوا النوافذ، أو تأكلوا الأيس كريم كي لا تفسدوا شيئا، وتكرر هذه التحذيرات أكثر من مرة .
هل تدرون ما الذي فعلته بعدما سمعت هذه التحذيرات ..!؟
لم أعبر لها عن امتناني أو شكري لهذه التنبيهات، بل أمسكت بأحد المشروبات الغازية وفتحتها، ثم سكبت محتواياتها في السيارة !.
ليس في الأمر جنون، لقد اكتشفت أن ما يقف حائلا أمام حركة الإنسان فلا يدعه ينجح، هو تلك التعليمات الكثيرة التي تلقاها طوال حياته .
لقد أحببت أن أخبر أختي وأبنائها والجميع "أن الإنسان أهم من الأشياء" .
ثم أعطى راندي درسا آخر من دروس الحياة مفاده أن النظر إلى الانسانيات والعواطف شيء يجب أن يوضع في الحسبان، فيحكي أنه في بداية عمله كان يشرف على أحد الطلاب المميزين في مواد الحاسوب لكنه لم يهتم بمادة أخرى فرسب فيها، وكاد أن يطرد، فما كان من راندي إلا أن ذهب للعميد وأخبره أن الطالب له قدرات غير طبيعية في التعامل مع الحاسوب وأنه يستطيع تجاوز المادة وطلب منه أن يبقى، فرد العميد بالموافقة ولكن اذا لم يفلح الطالب فإن راندي قد لا يتم تثبيته في القسم ، فوافق راندي !.
إنه هنا ضحى بمستقبله وراهن على شخص آخر، ولم يخيب الله ظنه .
وهنا أتسائل : كم أب منا يراهن على قدرات ابنه عندما يخفق في مادة، أو يتراجع في تحصيله الدراسي لسبب أو لكثر ؟.
ثم يلقي راندي على تلاميذه أهم دروسه قائلا " ماذا تفعل اذا كانت أوراق اللعب كلها غير جيدة ؟ لا تنسحب لكن حاول أن تلعب بمهارة أكبر). العالم لا يعترف بالقادة الضعاف، ولا بالقادة الذين يعترفون بأصغر وأتفه وأسخف الحلول، فهم لا يجلبون خيرا بل ضرا، ولا تخلدهم ذاكرة التاريخ ولا حتى الجرائد اليومية والمجلات الأسبوعية.
العالم والتاريخ لا يعترف إلا بمن يحمل مشعل النور ويسير حافيا على مسامير الألم وجمرات الشوك، حتى يأنس إنجازا عالميا وعدلا أرضيا ونورا سماويا ومددا ربانيا فيرى من خلالهم الآيات الصغرى وربما الكبرى
أنهى راندي حديثة قائلا بأن هذه المحاضرة هي خارطة طريق لأبنائه الثلاثة، ثم ودع الجميع مبتسما، وأنهى حواره وسط تصفيق تلاميذه ودموعهم .
ورحل راندي عن دنيانا يوم الجمعة 25 يوليو 2008 عن 47 عاما .
لكنه لم يرحل من وجدان الملايين الذين شاهدوا محاضرته عبر انترنت، ولا الذين قرأوها مترجمة في كتابه الذي تُرجم لأكثر من ثلاثون لغة .
ترى كم منا سيكون برباطة جأش هذا الرجل إذا أدرك أن الموت يزحف نحوه مسرعا كالبرق .
كم منا يمتلك سلاما نفسيا وصلحا مع الذات يدفعه إلى احتضان العالم وتوديعه برحابة صدر قبل أن يدير له ظهره مودعا ؟.

\
..

والآن أخواني ، مع الفيديو .. عن طريق اليو تيوب ،
ومن ثلاث أجزاء رائعة .. في لقاء له حول المقال بـ روتانا كافيه
وهذه هي الروابط :
الجزء الأول
http://www.youtube.com/watch?v=_ej7Jl5mnMQ&feature=player_embedded
الجزء الثاني
http://www.youtube.com/watch?v=0_yBPMOO09A&feature=channel
الجزء الثالث
http://www.youtube.com/watch?v=WfUjTsxunNg&feature=channel

ليست هناك تعليقات: