الأحد، 4 أكتوبر 2009

كريم الشاذلي - الجزء الثالث والأخير - ( أسطورة الحب + مقالة ملهمة ) !



ها نحنُ ذا من جديد ، نتحدث حول المُبدع كريم الشاذلي ، وعن كتبهِ القيِّمة .
إنَ من يقرأ لهذا الرائع ، سوف يستفيد إستفادة قصوى ، من تجارب أُناس كثيرين .
حيث أن هذا الكاتب ، جمع ما قد قرأه في موضوعٍ ما ، من كُتُبِ كبار الكُتّاب ،
ومن موسوعاتٍ عدة أو دراسات جامعيّة أو قصص حياتيّة ، جمع ما قد قرأه ،
ثم وضعها بمزيج رائع بأسلوبه الآخاذ ، مع وجود أفكاره و رأيه و قلمه المُبدع !
إن إختياري لهذا المبدع ، لعدة أسباب .. ومنها :
1/ رجل قارئ جيّد للكتب القديمة الإسلاميّة ، وباحث في مراجعها ، ومُلِمْ بالحديث والقرآن .
2/ قارئ متميز للأدباء الغربيين ، والقصص الرائعة في كُتُبِهِمْ ، وقد انتقى الحكمة منها ليُفيد المسلمين .
3/ رجل يبحث في الدراسات الجامعيّة ، و في المنشورات بمختلف الجرائد ، وبالموسوعات التي تفيد !
وهكذا .. أنا على يقين أنك عندما تقرأ له ، سوف تستفيد من جوانب كثيرة ،
وستقرأ لأفكار مختلفة - من رؤى كل كاتب أو قاص أو صاحب حكمة - في كتابٍ واحد !
ودعونا نبدأ الجزء الثالث ، والأخيرة .. مع هذا المبدع الجميل ، وقد استمتعنا بهذه الرحلة المختصرة ،
على متن روعة كُتُبه ، وسيرتهُ الرائعة ، و طموحة المتميز .. وهناك المزيد والمزيد عن هذا الرائع ،
والتي ستجدونها في موقعه الشخصيْ على رابط (
http://www.karimalshazley.com/ ).
والآن .. مع نبذة مختصرة حول كتاب قرأته من روائعهُ ، وأيضاً مقالة ملهمة ستجعلك تُحلق بأملٍ كبير !
ومع الكتاب ، كتاب ( أسطورة الحُب ) ، وقبل أن نقتبس النبذة المختصرة عنه ، أود أن أقول " أقرأوه .. فسوف يذهلكم حقاً " !
النبذة المختصرة عن كتاب ( أسطورة الحُب ) :
""أن نحب ليست هذه هي القضية،
ولكن أن نحتفظ بهذا الحب،
فهذا هو التحدي الذي يجب أن نخوضه إذا ما أحببنا أن نكون عشاقا،
كيف نحافظ على حبنا حيا نضرا؟ تجد الإجابة في هذا الكتاب"


المقالة الملهمة بـ عنوان (هيء مكانا لسيارتك المرسيدس ) :
"
أبغض المثالية المفرطة ، وأحب الواقعية التي تشعرني باحترام من يخاطبني لعقلي وإدراكي !.من هذا المنطلق دعني أطلب منك يا صديقي أن تبدأ في البحث عن مكان مناسب لوضع سيارتك المرسيدس التي ستشتريها يوما ما..!لماذا تظنني مازحا ، أو واهما ، أو أحلق في الخيال..ما أود إيصاله لك في هذه الفقرة أن أحلامك الكبيرة يجب أن تنظر إليها بأهمية كبيرة ، وتراها شيء لا يحتاج سوى إلى (بعض الوقت).
لمايكل أنجلوا الرسام العبقري عبارة رائعة تقول :الخطر الأعظم بالنسبة لمعظم البشر ليس في أن يكون هدفنا كبيرا عاليا لدرجة صعوبة تحقيقه ، وإنما في أن يكونا بسيطا متواضعا سهل تحقيقه !.نعم الخطر أن نرضى بالأحلام والأهداف المتواضعة ، بالرغم من أن قدرة معظمنا كبيرة ، ونستطيع بقليل أو كثير من الجهد أن نحقق ما ظنناه يوما ما شيء خيالي غير قابل للتحقيق.إن المرسيدس لا تعني السيارة في ذاتها ، وإنما تعني كل حلم عظيم.سواء كان هذا الحلم حفظ القرآن كاملا ، أو في أن تصبح مليونير ، فالأمر سيان ، حدد هدفا كبيرا وآمن به ، وابدأ في أخذ الخطوات التي ستوصلك إليه.ولعلك لا تدرك حقيقة في غاية الأهمية والوضوح وهي أن الحلم الكبير لا يحتاج إلى مجهود أكبر بكثير من الحلم الصغير كي يتحقق.نعم أن تصبح موظفا عاديا في دائرة حكومية ، تمارس عملا واحدا طوال سنوات عمرك ، لن يكلف أقل مما سيكلفك أن تصبح صاحب شركة أو تدير عملا خاصة.فقط قليل من الجهد ، قليل من المخاطرة ، قليل من التعب والدراسة ، ولكن كثير من الشجاعة.أرى هذا الأمر بوضوح مع أصدقائي من المؤلفين والكتاب ، فمنهم من يكتب كتابا رائعا وغاية أمله أن يبيع منه ألف نسخة كي يشعر بالسعادة والنجاح ،وهناك من لا يعترف بالنجاح البسيط ولا يهدأ باله قبل أن يتم توزيع خمسون ألف نسخة أوأكثر، والفرق بينهما ليس في قوة ما يحتويه الكتاب من معلومات وآراء وأفكار، وإنما فيما يحتوي صدر كل منهما من طموح وعزيمة وإصرار.
النفس يا صديقي تهوى الراحة والركون ، والهدف الكبير يستفزها فتحاول أن تثنيك عن تحقيقه ، وتراهن على فشلها في بلوغه ، وتُظهر لك العقبات والمشكلات التي تنتظرك.هنا يجب عليك أن تلجمها بلجام همتك ، وتثيرها بنشيد حماستك ، وتنقل لها شحنة الاصرار التي تحركك.وستقابل بلا شك يا صاحبي من يحاول إثنائك عن تحقيق هدفك ، وخلخلة ثقتك في إمكانية الوصول إليه ، فلا تصغ إلى صوتهم ، ولا تهتم بأمرهم.
محمد بن أبي عامر كان شابا في العشرين عندما تمنى أن يصبح أميرا على قرطبة ،سخر منه أصدقائه وذكروه بأنه كاتب رقاع وأقصى ما يمكنه تمنيه ظل جدار في شوارع قرطبة يجلس إليه ليكتب رسائل الناس مقابل درهم أو درهمين.وليست سوى سنوات قليلة إلا ويصبح محمد بن أبي عامر أميرا على الأندلس كلها لا قرطبة وحسب ، وينشى الدولة العامرية صاحبة الفتوحات الكبيرة والانتصارات الرائعة .بل دعني أذكر لك مشهدا أثار العالم في فترة السبعينات ، ففي عام 1977 نُشر خبر مثير مفادة أن سيدة من ولاية فلوريدا بأميركا وتدعى لورا شولتز وتبلغ من العمر 63 عام استطاعت أن ترفع مؤخرة سيارة بويك لتحرر ذراع حفيدها من تحتها ،بالرغم من أن هذه العجوز لم تقم برفع شيء يزن ربع وزن السيارة الت رفعتها.أثار هذا الأمر فضول كثيرين ، وذهبت إلى بيتها معظم وكالات الأنباء كي يجروا معها لقاءات تتحدث فيها عن تلك القدرة الخارقة.وكان ممن اهتم بهذا الأمر أحد الكتاب المهتمين بالتطوير الذاتي وتنمية الشخصية ويدعى تشارلز جارفيلد ،فذهب إليها بيد أنه وجدها حزينة ومكتئبة ولا تريد التحدث في هذا الأمر ! ، فتودد إليها تشارلز ، إلى أن قالت له أنها حزينة جدا لأن هذا الأمر ـ رفع السيارة ـقد حطم معتقداتها بما يمكنها تحقيقه ، وزعزع لديها بعض الثوابت الخاصة بما هو ممكن وما هو مستحيل.وقالت له : ( إن ما يؤلمني أنني فعلت في هذا العمر شيئا كنت أراه مستحيلا من قبل ، فما الذي يعنيه ذلك ؟ ، هل يعني أن حياتي كلها قد ضاعت ولم أحقق أشياء كثيرة فيها كنت أراها مستحيل !؟).
لقد توقفت أمام هذه الكلمة الأخيرة وسألت نفسي :ـ هل يجب أن أرفع سيارة أو أفعل شيئا خارقا كي أثبت لنفسي أني قادر ـ وأنا في الثلاثين ـ من حفظ القرآن الكريم كاملا ؟.
ـ ألا يجب أن أعيد النظر في مستوى طموحاتي لأرفعها عاليا ما دام تحقيقها ليس بالشيء المستحيل ؟.ـ هل يجب أن أولد غنيا ، أو أحترف السرقة كي أمتلك سيارة ومنزل جميل ومستوى اجتماعي يرضيني ؟.سبحان الله ، حتى المطمح الأخروي يجب ألا نتواضع فيه ، فهذا رسول الله × يخبرنا أن : (إذا سألتم الله ، فاسئلوه الفردوس الأعلى من الجنة).ولكل منا مطمح وأمل ، فاختر من أحلامك أكبرها ، ومن آمالاك أعظمها ، وتوكل على خالقك وسله التوفيق ، وأرنا عزيمة الأبطال. " انتهى . شكرا ً للقراءة والله ولي التوفيق

ليست هناك تعليقات: